أصحاب المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) صفاتهم ومقاماتهم

أصحاب المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

صفاتهم ومقاماتهم

عرفان محمود

المدخل ـ أهمية معرفة صفات المهدويين

لا يجد المراجع للأحاديث الشريفة الوارد بشأن قضيّة الإمام المهدي الموعود المنتظر – عجل الله تعالى فـرجه – والمتدبّر في نصوصها، صعوبة في ملاحظة اهتمامها البالغ بشأن توضيح خصال وخصائص أصحاب المهدي (عليه السلام) وأهمية دورهم في ظهوره ونجاح ثورته الإصلاحية الكبرى، فالأحاديث الشريفة المتحدّثة عن هذا الموضوع كثيرة اخترنا منها هنا ما يربو على الأربعين حديثاً كمحور للحديث عن المقالة.

ومن الواضح لكلّ ذي بصيرة أنّ اهتمام الأحاديث الشريفة بأمرٍ معيّن يتناسب مع أهميته وتأثيره في الهداية وتقريب العباد من مقاصد الشريعة، وهذا ما يصدق على قضية الإمام المهدي (عليه السلام) أيضا، فالأحاديث الشريفة تعمّدت إبراز بعض جوانبها وتسليط المزيد من الأضواء عليها دون بعضها الآخر لمقاصد مهمة ينبغي التنبّه إليها ومعرفتها والاهتمام بها بما يتناسب مع اهتمام الأحاديث الشريفة بها وفي ذلك مقدمة ضرورية للحصول على ثمار الهداية والصلاح المرجوّة منها.

دعوة الأحاديث الشريفة إلى التحلّي بخصال أنصار المهدي(عج)

وبالنسبة لاهتمام الأحاديث الشريفة بتفصيل الحديث عن أصحاب المهدي وأنصاره (عليه السلام) وخصالهم وسموّ مراتبهم ومقاماتهم، فلعلّ من أهمّ أهدافها هو حثّ المؤمنين على السعي والاجتهاد للتحلّي بخصالهم والاتّصاف بصفاتهم والاقتداء بهم، وهذه ثمرة تربوية مهمّة للغاية توصل المؤمن إلى مرتبة سامية من الصلاح والكمال والقرب من الله جلّ وعلا، إذ إنّهما تمثّلا وسيلة لحثّ المؤمنين على العمل الصالح والاجتهاد في الاتصاف بخصال الشخصية الربانية الإسلامية التي يتحلّى بها أصحاب المهدي ـ عجّل الله فرجه ـ .

وسيلة للتمهيد لظهور المنقذ (عج) والإصلاح

كما أنّ في هذا الاجتهاد مساهمة في التمهيد العملي لظهور الإمام المنتظر ـ عجل الله فرجه ـ، لأنه يمثّل مسعىً لتحقيق أهم شرطٍ له وهو توفّر العدد اللازم من الأنصار الأوفياء الموصوفين بتلك الصفات، وهذا من التكاليف المهمّة لعصر الغيبة الكبرى بل ولعلّه أهمّها، لذا فالمقال

الحاضر هو من هذه الزاوية تكملة لمقال سابق بشأن تكاليف عصر الغيبة نشرتها المجلّة في عددها المزدوج السابق. وعليه نعرف أنّ في هذه الأحاديث دعوة للمؤمنين إلى المساهمة في

التمهيد لظهور المصلح العالمي المنتظر – عجّل الله فرجه – تعزّز المفهوم الإيجابي للانتظار وتبيّن أهم مقتضياته العملية.

من هنا قسّمنا البحث إلى قسمين:

الأوّل: هو توضيح ما أكدته الأحاديث الشريفة من أنّ توفّر العدد المطلوب من الأنصار الأوفياء هو الشرط الأساسي للظهور المهدوي المنتظر ـ عجّل الله تعالى أوانه ـ.

والثاني: هو توضيح صفاتهم التي ينبغي للمؤمنين أن يجتهدوا في السعي للتحلّي بها.

فالهدف الأساس للمقال تربوي بالدرجة الأولى، وفّقنا الله تعالى جميعا للاستفادة منه، ومعرفة صفات هؤلاء الأنصار الأوفياء والاجتهاد في العمل للتحلّي بها.

أصحاب المهدي في الأحاديث الشريفة

بعد هذه المقدمة ندخل في صلب موضوع المقال، بأن ننقل أوّلاً طائفة من الأحاديث الشريفة المروية في هذا الباب وفيما يرتبط بمضامينه الرئيسية، المبيّنة لها بصورة مباشرة صريحة أو ضمنية تلميحية، داعين القارئ الكريم إلى أن يتدبر في نصوصها ويفتح قلبه عليها وعلى خطابها ومغزاه قبل أن يكمل الرحلة معنا في تحليل موجز لدلالاتها على ضوء التقسيم الذي أشرنا إليه.

لا يستوحشون إلى أحد

1ـ روى الحاكم في مستدركه على صحيحي البخاري ومسلم، بسندٍ صحّحّه على شرطهما عن محمّد بن الحنفية قال: ((كنا عند علي (رضي الله عنه) فسأله رجلٌ عن المهدي، فقال علي (رضي الله عنه):

هيهات؛ ثمّ عقد سبعاً؛ فقال: ذاك يخرج آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله الله قُتل. فيجمع الله تعالى قومه؛ قزعٌ(1) كقزع السحاب، يؤلف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحدٍ يدخل فيهم، على عدّةِ أصحاب بدر، لم يسبقهم الأوّلون، ولا يدركهم الآخرون، وعلى عدد طالوت الذين جاوزوا معه النهر))(2).

——————————————————————————-

(1) القزع: قطع السحاب المتفرقة، مجمع البحرين مادة ((قزع)).

(2) مستدرك الأحكام 4: 554، عقد الدرر: 59، مقدمة ابن خلدون: 252، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان (للمتقي الهندي): 144، عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر: 30، الإذاعة: 128، إبراز الوهم المكنون: 538 عن مقدمة ابن خلدون وذكر قول ابن خلدون في تصحيح الحديث على شرط مسلم كما في معجم أحاديث الإمام المهدي 3: 100.

الرفقاء والأبدال

2ـ وفي تهذيب ابن عساكر روي عن الإمام علي (عليه السلام) أنّه قال:

((إذا قام قائم آل محمّد جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب، فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف، فأمّا الرفقاء فمن أهل الكوفة وأمّا الأبدال فمن أهل الشام))(1).

يحملهم الله كيف يشاء

3ـ وروى الشيخ الطوسي في غيبته مسنداً عن الصادق (عليه السلام) قال: ((كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:

لا يزال الناس ينقصون حتى لا يُقال ((الله))، فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فيبعث الله قوما من أطرافها يجيئون قزعاً كقزع الخريف، والله إنّي لأعرفهم وأعرف أسماءهم وقبائلهم واسم أميرهم، وهم قومٌ يحملهم الله كيف شاء، من القبيلة الرجل والرجلين حتّى بلغ تسعة، فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدّة أهل بدر، وهو قوله تعالى: {..أيْنما تكونوا يأتِ بكُمُ اللهُ جمِيعاً إنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قدِير}، حتّى أن الرجل ليحتبي فلا يحل حبوته حتّى يبلغ الله ذلك))(2).

واليعسوب هو الرئيس والسيّد، والمقصود الإمام المهدي ـ عجّل الله فرجه ـ، والحبوة من الاحتباء الذي هو ضمّ الساقين إلى البطن، والمعنى أنّهم يحملون على الحالة التي كانوا عليها من الاحتباء والقيد حتّى يبلغهم الله مكّة بلا تعب ولا نصب(3).

——————————————————————————–

(1) تهذيب ابن عساكر 1: 63، مختصر تاريخ دمشق 1: 114، الصواعق (لابن حجر): 165 كما في معجم أحاديث الإمام المهدي 3: 101.

(2) الغيبة (للطوسي): 284، والآية في سورة البقرة: 148.

(3) بشارة الإسلام (للسيّد الكاظمي الحيدري): 243، في بيانه للحديث الشريف المتقدّم.

جيش الغضب لله

4ـ وروى الشيخ النعماني في غيبته عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال ـ ضمن حديث ـ عن جيش الغضب:

((…أولئك قومٌ يأتون آخر الزمان، قزع كقزع الخريف والرجل والرجلان والثلاثة من كلّ قبيلة حتّى بلغ تسعة، أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه ومناخ ركابهم…))، وقال (عليه السلام) لابن الكوّاء وشبث بن ربعي وقد دخلا عليه وقالا: أحببنا أن نكون من الغضب: ((ويحكما! وهل في ولايتي غضب؟! أو يكون الغضب حتّى يكون من البلاء كذا وكذا؟ ثمّ يجتمعون قزعاً كقزع الخريف))(1).

يجمعهم الله من مشرق الأرض ومغربها

5ـ وروى الحافظ السليلي في فتنه مسنداً عن الإمام علي (عليه السلام) أنّه قال على المنبر في خطبة عن المهدي المنتظر ـ عجّل الله فرجه ـ: ((ألا إنه أشبه الناس خلقاً وخُلقاً وحسناً برسول الله (صلى الله عليه وآله)، ألا أدلّكم على رجاله وعددهم؟!… قال: سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: أوّلهم من البصرة وآخرهم من اليمامة… [وجعل يعدّدهم والناس يكتبون وبعد أن أتمّ ذكرهم قال]: أحصاهم لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا بعدد أصحاب بدر يجمعهم الله من مشرقها إلى مغربها ـ في أقلّ ممّا يتم الرجل عيناه ـ عند بيت الله الحرام…))(2).

——————————————————————————–

(1) الغيبة (للنعماني): 267، بشارة الإسلام: 49 ـ 50.

(2) الملاحم والفتن (للسيد بن طاووس): 145.

المفقودون عن فرشهم

6ـ وروى الشيخ الصدوق في كمال الدين مسندا عن زين العابدين الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) قال: ((المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدّة أهل بدر، يصحبون بمكّة، وهو قول الله {… أيْنما تَكونوا يأتِ بكُمُ اللهُ جَمِيعاً}(1)، وهم أصحاب القائم (عليه السلام) ))(2).

غرباء يفرّون بدينهم

7ـ وروى البخاري في ((تأريخه)) وابن حمّاد في ((ملاحمه)) وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) والزمخشري في ((ربيع الأبرار)) والسيوطي في ((جمع الجوامع)) وغيرهم مسنداً عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ((أحبّ شيءٍ إلى الله تعالى الغرباء، قيل: أيّ شيءٍ الغرباء؟ قال: الذين يفرّون بدينهم يُجمعونَ إلى عيسى بن مريم (عليه السلام) ))(3).

وواضحٌ أنّ المقصود جمعهم إلى المهدي (عليه السلام) ولنصرته عند ظهوره، لأنّ نزول عيسى (عليه السلام) يكون في عصر ظهوره ـ عجّل الله فرجه ـ كما هو ثابت في الكثير من الأحاديث الشريفة(4)، ويبدو أنّ ذكر عبد الله بن عمرو في هذا الحديث لعيسى بن مريم هو بملاحظة نقله هذا الحديث في العصر الأموي حيث كانت الأوضاع السياسية تضطر أحيانا الرواة إلى الحذر من ذكر المهدي (عليه السلام) لأنّه من أهل البيت (عليه السلام) والسلطات الأمويّة كانت تحارب هذه العقيدة وهي التي دفعت بعض الرواة إلى افتراء حديث ((لا مهدي إلاّ عيسى)) والترويج لهذه الفكرة نفيا للعقيدة المهدوية وما أخبر به الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) من حتمية ظهور المصلح الأكبر المهدي المنتظر من ذرية فاطمة ـ سلام الله عليها ـ في آخر الزمان وإنهائهِ الظلم والجور.

——————————————————————————-

(1) سورة البقرة: 148.

(2) كمال الدين 2: 654، ومثله في الغيبة (للنعماني): 213.

(3) تأريخ البخاري 4: 130، الفتن (لابن حمّاد من مشايخ البخاري): 15، حلية الأولياء 1: 25،ربيع الأبرار 1: 768، معجم أحاديث الإمام المهدي 1: 79 وفي رواية البخاري زيادة ((يوم القيامة))، والهدف صرف الأمر عن قضية الإمام المهدي ـ عجّل الله فرجه ـ.

(4) راجع الأحاديث الشريفة الكثيرة المنقولة عن الصحاح الستّة وغيرها بهذا المعنى في معجم أحاديث الإمام المهدي 1: 512 ـ 562، والأمر متواتر بين المسلمين.

نصرتهم لإمام الحق

8ـ روى الطبراني في المعجم الأوسط ونقله عند الهيثمي في مجمع الزوائد والسيوطي والمتّقي الهندي والمغربي في الإذاعة وغيرهم مسنداً عن أُم سلمة ـ رضي الله عنها ـ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال ضمن حديث عن المهدي (عليه السلام):

((… فيعوذُ عائذٌ في الحرم فيجتمع الناس إليه كالطير الواردة حتّى يجتمع إليه ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا فيهم نسوة، فيظهر على كلّ جبار وابن جبّار ويظهر من العدل ما يتمنّى له الأحياء أمواتهم…))(1).

والعائذ بالبيت الحرام هو المهدي (عليه السلام) الذي يستعيذ بالكعبة المعظمة من مطاردة السفياني له لقتله قبيل ظهور العامّ ـ عجّل الله فرجه ـ فيرسل السفياني جيشه إلى مكّة لقتله فيخسف بجيشه البيداء قبل الوصول إلى مكة، وأحاديث استعاذة المهدي بالكعبة، والخسف بجيش السفياني مروية بطرق كثيرة في كتب الفريقين من الصحاح الستّة وغيرها(2).

ومعنى ((ويظهر من العدل ما يتمنّى له الأحياء أمواتهم…)) هو: يتمنّى الأحياء أن يعود أحبّاؤهم من الذين فارقوا الحياة الدنيا ليتنعّموا بالعدل المهدوي.

هم الأمّة المعدودة

9ـ وروى الكليني في روضة الكافي مسندا عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال بشأن قوله تعالى: {…أيْنما تَكونوا يأتِ بكُم اللهُ جميعاً…}: ((يعني أصحاب المقام الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا،وهم اللهِ الأمّة المعدودة يجتمعون والله في ساعة واحدة قزعُ كقزعِ الخريف))(3).

وأصحاب الألوية

10ـ وفي غيبة النعماني روى مسندا عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال ضمن حديث عن ظهور المهدي: ((…فأتيحت له صحابته الثلاثمائة وثلاثة عشر قزعٌ كقزع الخريف فهم أصحاب الألوية، منهم من يفقد من فراشه ليلا فيصبح بمكّة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهارا يُعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه…))(4).

——————————————————————————–

(1) مجمع الزوائد (للهيثمي) 7: 315 عن الطبري في الأوسط، الحاوي (للسيوطي) 2: 61، البرهان (للمتّقي): 117 كما في معجم أحاديث الإمام المهدي 1: 504.

(2) راجع أحاديثها ومصادرها في معجم أحاديث الإمام المهدي 1: 481 ـ 502.

(3) الكافي 8: 313، والحديث مروي في الكثير من المصادر الأخرى.

(4) الغيبة (للنعماني): 312 ـ 313.

فيهم مَن يبتلي بالمسير

11ـ وفي رواية أخرى للنعماني عن الصادق ـ سلام الله عليه ـ قال: ((… ويبايعه الناسُ، الثلاثمائة وثلاثة عشر، فمن كان ابتلي بالمسير وافى في تلك الساعة، ومَن لم يبتل بالمسير فُقِدَ عن فراشه))(1).

12ـ وروى النعماني عنه أيضا (عليه السلام) قال في الآية المتقدّمة {… أيْنما تكونوا…} قال: ((نزلت في القائم وأصحابه يجتمعون على غير ميعاد…))(2).

وواضح أن المقصود من نزول الآية في أصحاب القائم أنّ جمعهم لنصرته (عليه السلام) من أبرز مصاديقها حيث يكون بإرادة الله عز وجل دون أن يعني ذلك الحصر الآية بهذا المصداق. وقد رويت أحاديث أخرى في تطبيق الآية على أصحاب القائم (عليه السلام) وجمعهم في مكّة لنصرته(3).

عندهم مفاتيح العلوم الإلهيّة

13ـ وروى الصفّار في بصائر الدرجات والنعماني في غيبته والصدوق في كمال الدين والخصال وغيرهم من طرق عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ((سيبعث الله ثلاثمائة وثلاث عشر رجلا إلى مسجد مكّة يعلم أهل مكّة أنّهم لم يولدوا من آبائهم ولا أجدادهم [وفي رواية: لم يخلق آباؤهم ولا أجدادهم بعد]، عليهم سيوف مكتوب عليها ألف كلمة، كلّ كلمة مفتاح ألف كلمة…))(4).

حفظ الدين يحبّهم الله ويحبّونه

14ـ وفي غيبة النعماني مسندا عن الصادق (عليه السلام) قال: ((إنّ صاحب هذا الأمر محفوظةٌ له أصحابه، لو ذهب الناس جميعا أتى الله له بأصحابه، وثم الذين قال الله عز وجلّ:

——————————————————————————–

(1) الغيبة (للنعماني): 241.

(2) الغيبة (للنعماني): 241.

(3) راجع في ذلك معجم أحاديث الإمام المهدي 5: 17 ـ 40، ومجمع البيان1: 231 وغيرها كثير.

(4) بصائر الدرجات: 311، الغيبة (للنعماني): 313، كمال الدين 2: 671، الخصال: 649.

{…فإنْ يكفْر بها هَؤلاء فقد وكَّلنا بها قوما ليْسُوا بها بكافرِين}(1)، وهم الذين قال الله فيهم: {… فسوفَ يأتي اللهُ بقَوْم يحبُّهم ويُحبُّونَهُ أذِلَّةٍ على المُؤمنين أعزّة على الكافرين…}(2)))(3).

أولو نصيب من الولاية الإلهيّة

15ـ روى الشيخ أبو العلاء الهمداني في كتاب أخبار المهدي عن الإمام علي (عليه السلام) قال ـ ضمن حديث عن المهدي ـ:

((يخرج من مكّة بعد الخسف في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، ويلتقي هو وصاحب جيش السفياني

وأصحاب المهدي يومئذٍ جننهم البراذع، ويسمع صوتُ منادٍ من السماء: ألا إنّ أولياء الله أصحاب فلان [يعني المهدي] وتكون الدائرة على أصحاب السفياني))(4).

——————————————————————————–

(1) سورة الأنعام: 89.

(2) سورة المائدة: 54.

(3) الغيبة (للنعماني): 316.

(4) الصراط المستقيم (للبيضاوي) 2: 260، إثبات الهداة 3: 615، الفتن (لابن حمّاد): 93 مسندا عن الزهري، عقد الدرر: 106.

وقوله ((جننهم البراذع))، يعني دروعهم البرذعة وهي القماش الذي يُوضع على ظهر الدابّة، وفي ذلك كناية عن شجاعتهم. وقوله: ((يخرج من مكّة بعد الخسف…)) يشير إلى ظهوره في مكّة أولاً بعد الخسف بجيش السفياني الذي تقدمت الإشارة إليه، وهذا الخسف هو علامة الخروج كما ورد في أحاديث أخرى(1)، وذكر الثلاثمائة عشر هنا من باب ذكر طليعة الجيش أو عماده؛ لأنّ الأحاديث الشريفة صرّحت بأنّه (عليه السلام) لا يخرج من مكّة إلاّ بعد اكتمال عدد أفراد جيشه العشرة آلاف كما سيأتي.

الشيعة الحقيقيون الذين لا تختلف أهواؤهم

16ـ وفي غيبة النعماني روى مسندا عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه دخل عليه بعض أصحابه فقال له: جعلتُ فداك، أني واللهِ أحبّك وأحبّ من يحبّك يا سيدي ما أكثر شيعتكم! فقال [ع] له: اذكرهم، فقال: كثير، فقال: تحصيهم؟ فقال: هم أكثر من ذلك، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ((أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون! ولكنّ شيعتنا من لا يعدو صوتُه سمعه ولا شحناؤه بدنَهُ، ولا يمدحُ بنا مُعلنا ولا يخاصِمُ بنا قاليا، ولا يجالس لنا عايبا، ولا يُحدّث لنا ثالبا، ولا يحبّ لنا مبغضا ولا يبغض لنا محبّاً!

——————————————————————————–

(1) الفتن (لابن حمّاد): 90، عقد الدرر: 71، الحاوي (للسيوطي) 2: 71، القول المختصر (لابن حجر): 16، البرهان (للمتّقي): 130، كما في معجم أحاديث الإمام المهدي1: 502.

فقلت: فكيف أصنعُ بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنّهم يتشيّعون؟ فقال (عليه السلام):

فيهم التمييز وفيهم التمحيص وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنونٌ تفنيهم، وسيفٌ يقتلهم، واختلافٌ يبدّدهم، إنّما شيعتنا من لا يهرُّ هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل الناس بكفّه وإن مات جوعا.

قلتُ: جُعلت فداك فأين أطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة؟ فقال:

اطلبهم في أطراف الأرض، أولئك الخفيض عيشهم، المنتقلة دارهم، الذين إن شهدوا لم يُعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن مرضوا لم يُعادوا، وإن خاطبوا لم يزوّجوا، وإن ماتوا لم يشهدوا، أولئك الذين في أموالهم يتواسون، وفي قبورهم يتزاورون، ولا تختلف أهواؤهم وإن اختلفت بهم البلدان)).

وروى النعماني الحديث بسند آخر وفيه إضافة هي: ((وإن رأوا مؤمنا أكرموه، وإن رأوا منافقا هجروه، وعند الموت لا يجزعون وفي قبروهم يتزاورون ـ ثمّ تمام الحديث))(1).

أهل الإخلاص

17ـ روى الشيخ الصدوق في كمال الدين بسنده عن السيّد الجليل عبد العظيم الحسني أنّه قال للإمام الجواد (عليه السلام) وقال له: إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجوراً، فقال (عليه السلام):

((يا أبا القاسم، ما منّا إلاّ وهو قائمٌ بأمر الله عزّ وجل، وهادٍ إلى دين الله، ولكن القائم الذي يطهّر الله عزّ وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلا وقسطاً هو الذي تخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته، وهو سمّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيّه، وهو الذي تطوى له الأرض، ويذلّ له كل صعب، [و] يجتمع إليه من أصحابه عدّة أهل بدر: ثلاثمائة وثلاثة عشر من أقاصي الأرض… فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهره الله أمره، فإذا كمل له العقد ـ وهو عشرة آلاف رجل ـ خرج بإذن الله عزّ وجل…))(2).

——————————————————————————–

(1) الغيبة (للنعماني): 203 ـ 204.

(2) كمال الدين 2: 377 ـ 378.

صفوة الأمة مع أبرار العترة

18ـ وروى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة مسندا عن الإمام علي (عليه السلام) قال في حديث وقد انتهى إلى مسجد الكوفة: ((طوبى لمن شهد هدمك مع قائم أهل بيتي، أولئك خيار الأمّة مع أبرار العترة))(1).

ومعلوم أن هدم مسجد الكوفة المذكور في الحديث يأتي في إطار سياسة الإمام المهدي ـ عجّل الله فرجه ـ لإزالة الإضافات المبتدعة على المساجد وإعادتها إلى السنة المحمّدية النقيّة.

أهل يقين وعبادة وولاية شعارهم يا لثارات الحسين

19ـ روى السيّد علي بن عبد الحميد في كتاب الغيبة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

((لله كنز بالطالقان، ما هو بذهبٍ ولا فضّة، وراية لم تنشر منذ طويت ورجالٌ كأنّ قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شكٌّ في ذات الله، أشدّ من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلاّ خربوها، كأنّ على خيولهم العقبان، يتمسّحون بسرج الإمام (عليه السلام) يطلبون بذلك البركة، ويحفّون به يقونه بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد فيهم.

رجالٌ لا ينامون الليل، لهم دويُّ في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياما على أطرافهم ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيّدها، كالمصابيح، كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم: يالثارات الحسين. إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر، يمشون إلى المولى إرسالاً، بهم ينصر الله إمام الحقّ))(2).

(1) الغيبة (للطوسي): 283.

(2) بحار الأنوار 52: 307.

 

عرفوا الله حقّ معرفته

20ـ وروى ابن أعثم الكوفي في كتاب الفتوح عن الإمام علي (عليه السلام) أنّه قال ضمن حديث:

((ويحا لك يا طالقان، فإن لله عزّ وجلّ بها كنوزا ليست من ذهبٍ ولا فضة، ولكن بها رجالٌ مؤمنون عرفوا الله حق معرفته وهم أنصار المهدي في آخر الزمان))(1).

 

النجباء والأبدال والأخيار

21ـ وروي الشيخ الطوسي في غيبته مسندا عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:

((يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيّف، عدة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق))(2).

وهذا المعنى صرّحت به الكثير من الأحاديث الشريفة المرويّة في مصادر الفريقين من الصحاح الستّة وغيرها خاصّةً في الأحاديث الخاصّة بمبايعة الإمام المهدي بعد ظهوره ـ عجّل الله فرجه ـ ولم يذكر في بعضها نجباء مصر، فمثلاً روى أبو داود في سننه وابن حنبل في مسنده، عن أمّ سلمة، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال ـ ضمن حديث ـ: ((… فيبعثُ إليهم جيش من الشام فيخسف بهم بالبيداء، فإذا رأى الناي ذلك أتته أبدال الشام وعصائب العراق فيبايعونه…))(3).

——————————————————————————–

(1) الفتوح 2: 79، كشف الغمّة (للإربلي) 3: 368.

(2) الغيبة (للطوسي): 284.

(3) سنن أبي داود 4: 107، مسند أحمد بن حنبل 6: 316، معجم أحاديث الإمام المهدي 1: 443 ـ 444 الهامش.

 

وحدّوا الله حقّ توحيده، قلوبهم مجتمعة بالمحبّة والنصيحة

22ـ وفي بشارة الإسلام، روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال ضمن خطبة طويلة بشأن أسماء أصحاب المهدي:

((… ألا إنّه إذا خرج، فاجتمع إليه أصحابه على عدد أهل بدر وأصحاب طالوت، هم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، كأنّهم ليوث قد خرجوا من غب، قلوبهم مثل الحديد، لو أنهم همّوا بإزالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها، وهم الذين وحّدوا الله حقّ توحيده، لهم في الليل أصوات كأصوات الثواكل من خشية الله تعالى، قيّامٌ في ليلهم وصوّامٌ في نهارهم، كأنهم من أب واحد وأُمّ واحدة، قلوبهم مجتمعة بالمحبة والنصيحة…))(1).

 

يستقيمون في البلاء

24ـ وروي الطوسي في كتاب الغيبة مسنداً عن الصادق (عليه السلام) قال: ((إن أصحاب موسى ابتلوا بنهر، وهو قول الله عز وجل {… إنّ الله مبْتليكُمْ بِنَهَرٍ…}(2) وإنّ أصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك))(3).

 

أولو قوّةٍ وركنٍ شديد

24ـ وروى الصدوق في كمال الدين مسندا عن الصادق (عليه السلام) قال:

((ما كان قول لوط (عليه السلام) لقومه: {ولو أنّ لي بكمْ قُوّةً أوْ آوي إلى ركْن شديدٍ}(4)، إلاّ تمنيّاً لقوة القائم (عليه السلام)، ولا ذكر إلا شدّة أصحابه، وإنّ الرجل منهم ليُعطى قوّة أربعين رجلا، وإنّ قلبه لأشد من زبر الحديد، ولو مرّوا بالجبال لقلعوها، ولا يكفون سيوفهم حتّى يرضى الله عز وجل))(5).

——————————————————————————–

(1) بشارة الإسلام: 259 ـ 260، نقلا عن مجمع النورين: 329.

(2) سورة البقرة: 248.

(3) الغيبة (للنعماني): 316، الغيبة (للطوسي): 282.

(4) سورة هود: 80.

(5) كمال الدين 2: 673.

 

كلٌّ يرى نفسه في ثلاثمائة

25ـ وروي الطبري الإمامي في كتاب دلائل الإمامة مسندا عن الصادق (عليه السلام) أنّه ذكر أصحاب القائم فقال:

((ثلاثمائة وثلاثة عشر، وكلّ واحد يرى نفسه في ثلاثمائة))(1).

والاختلاف في العدد بين الأربعين والثلاثمائة يرتبط ـ فيما يبدو ـ باختلاف مراتب هؤلاء الأصحاب الإيمانية، وقد يكون عدد الأربعين خاصّاً بأفراد تتمّة العشرة آلاف من أصحاب الإمام (عليه السلام) أي أنّ كل واحد منهم يعادل أربعين رجلا، أمّا عدد الثلاثمائة فهو خاصّ بخلّص أصحابه (عليه السلام) أي الثلاثمائة وثلاثة عشر فكلّ منهم يعدل ثلاثمائة رجل في آثار عمله الجهادي.

 

وهم المتوسّمين، رهبان بالليل ليوث بالنهار

26ـ وفي بحار الأنوار أنّ الفضل بن شاذان روى عن الباقر (عليه السلام) قال:

((كأني أنظر إلى القائم وأصحابه في نجف الكوفة، كأنّ على رؤوسهم الطير، قد فنيت أزوادهم، وخلقت ثيابهم، قد أثّر السجود بجباههم، ليوث بالنهار، رهبان بالليل، كأنّ قلوبهم زبر الحديد، يُعطى الرجل منهم قوة أربعين رجلاً، لا يقتل أحداً منهم إلا كافرٌ أو منافق، قد وصفهم الله تعالى بالتوسّم في كتابه العزيز بقوله: {إنّ في ذلكَ لآيات للمُتوَسِّمين}(2)))(3).

 

يعصمهم الله

27ـ وروي الطبرسي في الاحتجاج عن الإمام الحسن (عليه السلام) في حديث أنّ أباه علياً (عليه السلام) قال:

((يبعث الله رجلا في آخر الزمان، وكلب من الدهر، وجهل من الناس، ويؤيّده بملائكتهِ ويعصم أنصاره))(4).

——————————————————————————–

(1) دلائل الإمامة: 310.

(2) سورة الحجر: 75.

(3) بحار الأنوار 52: 386، منتخب الأنوار المضيئة: 195، إثبات الهداة 3: 585.

(4) الاحتجاج2: 290.

 

يمشون على الماء

28ـ وروى الشيخ النعماني في كتاب الغيبة مسندا عن الصادق (عليه السلام) قال:

((إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض، في كلّ إقليم رجلا، يقول [له]:

عهدك في كفّك [كنفك] فإذا ورد عليك أمرٌ لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه، فانظر إلى كفّك [كنفك] واعمل بما فيها.

قال: ويبعث جنداً إلى القسطنطينية، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئا ومشوا على الماء، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء، قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء فكيف هو؟ فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها ما يريدون))(1).

ويبدو أن استخدام وصف ((القسطنطينية)) هنا هو للتعبير عن عاصمة الروم أو العالم الغربي أو إحدى حواضره المهمّة، فيكون المقصود المدينة التي تكون عاصمة الروم أو الغرب أو إحدى أهمّ حواضره في زمن الظهور، مثلما كانت القسطنطينية عاصمته في زمن صدور الأحاديث الشريفة، وليس المقصود المصداق التاريخي أو نفس مدينة القسطنطينية المعروفة.

ومنهم من يسبق الملائكة ويتحاكمون إليه

29ـ وروى الشيخ أبو جعفر الطبري الإمامي في كتاب دلائل الإمامة مسندا عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال:

((إذا قام القائم يأمر الله الملائكة بالسلام على المؤمنين، والجلوس معهم في مجالسهم، فإذا أراد واحدٌ حاجة أرسل القائم من بعض الملائكة أن يحمله، فيحمله الملك حتّى يأتي القائم، فيقضي حاجته ثمّ يردّه، ومن المؤمنين من يسير في السحاب، ومنهم من يطير مع الملائكة، ومنه من

——————————————————————————–

(1) الغيبة (للنعماني): 319.

 

يمشي مع الملائكة مشيا، ومنهم مَن يسبق الملائكة، ومنهم من يتحاكم الملائكة إليه، والمؤمن أكرم على الله من الملائكة، ومنهم مَن يصيره القائمُ قاضيا بين مائة ألف من الملائكة))(1).

وقد تكون لغة الحديث الشريف رمزية تستخدم التشبيه للإشارة إلى بعض الحقائق الغيبية التي يصعب إدراكها، أو أن تكون فيه إشارات إلى ارتفاع بعض حجب الغيب في عصر ظهور المهدي المنتظر ـ عجّل الله فرجه ـ.

 

أهلٌ لحكم الأرض وسنامها

30ـ وروى الشيخ الصدوق في كتاب الخصال مسندا عن الإمام السجاد (عليه السلام) قال:

((إذا قام قائمنا أذهب الله عن شيعتنا العاهة وجعل قلوبهم كزبر الحديد وجعل قوّة الرجل منهم قوّة أربعين رجلا ويكونون حكّام الأرض وسنامها))(2).

 

قوام الأرض وخزّانها

31ـ وفي الكافي روى الكليني مسندا عن الباقر (عليه السلام) قال ضمن حديث:

((… إنّه لو قد كان ذلك أعطي الرجل منكم قوة أربعين رجلا وجعلت قلوبكم كزبر الحديد، لو قُذف بها الجبال لقلعتها وكنتم قوام الأرض وخزانها))(3).

——————————————————————————–

(1) دلائل الإمامة: 241.

(2) الخصال 2: 541.

(3) الكافي 1: 294.

 

أحدهم أجرى من الليث

32ـ وفي كتاب الاختصاص للشيخ المفيد، وحلية الأولياء لأبي نعيم عن الباقر (عليه السلام) قال ضمن حديث:

((…فإذا وقع أمرنا وخرج مهديّنا كان أحدهم [شيعتنا] أجرى من الليث وأمضى من السنان))(1).

33ـ وروى ابن حماد في كتاب الفتن مسندا عن ابن مسعود، أنه قال في حديث عن ظهور المهدي:

((… فيجلس بين الركن والمقام، فيمدُّ يده فيبايع له، ويلقي الله محبته في صدور الناس، فيسير مع قوم أسد بالنهار رهبان بالليل))(2).

 

قضاة، حكّام، فقهاءٌ لا يشتبه عليهم شيء

34ـ وروى الشيخ أبو جعفر الطبري الإمامي في كتاب دلائل الإمامة بسنده، عن الإمام الصادق (عليه السلام) حديثا طويلا ذكر فيه خاصّة أصحاب المهدي ـ عجّل الله فرجه ـ، وفي نهاية الحديث سأل الراوي ـ وهو أبو بصير ـ الإمام قائلا: جعلتُ فداك، ليس على الأرض يومئذٍ مؤمنٌ غيرهم؟ فقال (عليه السلام):

((بلى ولكن هذه [يعني عدة أهل بدر من أصحابه] التي يُخرج الله فيها القائم، وهم: النجباء والقضاة والحكّام والفقهاء في الدين يمسح، الله على بطونهم وظهورهم فلا يشتبه عليهم حكم))(3).

——————————————————————————–

(1) الاختصاص: 26، حلية الأولياء3: 184.

(2) الفتن (لابن حمّاد): 95، معجم أحاديث الإمام المهدي 1: 471.

(3) دلائل الإمامة: 307.

 

لا يبالون في الله لومة لائم

35ـ وروى نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن مسندا عن الإمام علي (عليه السلام) قال ضمن حديث عن المهدي:

((يخرج في أثني عشر إن قلّوا، أو خمسة عشر إن كثروا، يسير الرعب بين يديه، لا يلقاه عدوٌّ إلاّ هزمهم بإذن الله، شعارهم أمت أمت، لا يبالون في الله لومة لائم…))(1).

 

التصاقهم بالقرآن

36ـ وفي نهج البلاغة من الإمام علي (عليه السلام) قال في خطبة يشير فيها إلى غيبة المهدي وإلى أصحابه ـ عجّل الله فرجه ـ:

((… ثم ليشحذنّ فيها قومٌ شحذ القين النصل، تُجلى بالتنزيل أبصارهم ويُرمى بالتفسير في مسامعهم، ويغبقون كأس الحكمة بعد الصبوح…))(2).

 

وهم عصابةٌ لا تضرّها الفتنة

37ـ وروى النعماني في كتاب الغيبة مسندا عن الإمام علي (عليه السلام) قال:

((كونوا كالنحل في الطير، ليس شيءٌ من الطير إلا وهو يستضعفها، ولو علمت الطيرُ ما في أجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك، خالطوا الناس بألسنتكم وأبدانكم وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم، فو الذي نفسي بيده ما ترون ما تحبّون [ظهور المهدي (عليه السلام)] حتّى يتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتّى يسمّي بعضكم بعضا كذابين، وحتّى لا يبقى منكم ـ أو قال من شيعتي ـ إلاّ كالكحل في العين والملح في الطعام.. وكذلك أنتم تُميزون حتّى لا يبقى منكم إلاّ عصابةٌ لا تضرّها الفتنة شيئا))(3).

——————————————————————————–

(1) الفتن (لابن حمّاد): 96، معجم أحاديث الإمام المهدي1: 408.

(2) نهج البلاغة: 208، الخطبة 150، بحار الأنوار 51: 116.

(3) الغيبة (للنعماني): 209.

 

صدق نصرة المهدي عجّل الله فرجه

38ـ وفي غيبة النعماني أيضا مسندا عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

((ليُعدنّ أحدكم لخروج القائم ولو سهماً، فإن الله تعالى إذا علم ذلك من نيّته رجوتُ لأن يُنسئ في عمره حتّى يدركه، فيكون من أعوانه وأنصاره))(1).

 

عشقهم له وتفانيهم في طاعته ورضاه

39ـ وروى الطوسي في مصباح المتهجّد والسيّد ابن طاووس في الإقبال والكفعمي في المصباح والبلدي الأمين، دعاء الموقف للإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، قال في آخره:

((اللهمّ املأ الأرض به عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، وأمنن به على فقراء المسلمين وأراملهم ومساكينهم، واجعلني من خيار مواليه وشيعته، أشدّهم له حبّا وأطوعهم له طوعا، وأنفذهم لأمره، وأسرعهم إلى مرضاته، وأقبلهم لقوله، وأقومهم بأمره، وارزقني الشهادة بين يديه حتّى ألقاك وأنت عنّي راض))(2).

وقد اشتملت أدعية عصر الغيبة والدعاء للإمام المهدي ـ عجّل الله فرجه ـ المرويّة عن أئمة أهل البيت (عليه السلام) الكثير من الفقرات التي يُستفاد منها ضمنيّا صفات وخصال أنصاره ـ عجّل الله فرجه ـ.

 

يحيطون بما بين الخافقين

40ـ وروي الشيخ الصدوق في كمال الدين مسنداً عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:

((كأني بأصحاب القائم (عليه السلام) وقد أحاطوا بما بين الخافقين، فليس من شيء إلاّ وهو مطيعٌ لهم، حتى سباع الأرض وسباع الطير، يطلب رضاهم في كلّ شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول: مرَّ بي اليوم رجلُ من أصحاب القائم (عليه السلام)))(3).

——————————————————————————–

(1) المصدر السابق: 320.

(2) مصباح المتهجّد (للشيخ الطوسي): 639، إقبال الأعمال: 364، البلد الأمين (للكفعمي): 250، المصباح (للكفعمي): 670، بحار الأنوار 98: 234.

(3) كمال الدين2: 673.

 

تحليل موجز لدلالات الأحاديث الشريفة

ضرورة السعي للتحلّي بصفات أنصار المهدي (عجل الله فرجه)

تصرح جملةٌ من الأحاديث الشريفة المتقدمة بأن اكتمال العدد المطلوب من هؤلاء الأنصار الأوفياء شرط لظهور الإمام المهدي ـ عجّل الله فرجه ـ، نظير قول الإمام الصادق (عليه السلام): ((أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون)) كما في الحديث (16)، ونظير قول الإمام الجواد ـ سلام الله عليه ـ الحديث (17): ((فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهره الله أمره، فإذا كمل له العقد ـ وهو عشرة آلاف رجل ـ خرج بإذن الله…)).

فواضحٌ من هذه الأحاديث الشريفة أنّ ظهور الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ وخروجه لإنجاز مهمّـته الإصلاحية الإنقاذية الكبرى متوقّفٌ على اكتمال عدد الأنصار الأوفياء المخلصين لأهدافه الإلهية القادرين على مؤازرته في تحقيقها، من كلا المرتبتين؛ المرتبة العليا المتمثّلة في صفات الثلاثمائة والثلاثة عشر، وهم قوام الأرض وسنامها، والمرتبة الثانية المتجسّدة في صفات تتمّة العقد وهم العشرة آلاف رجل من الأنصار المجاهدين مع الإمام بعد ظهوره ـ عجّل الله فرجه ـ.

وتأكيد اكتمال عدد أفراد المرتبة الأولى في الأحاديث الشريفة، يرجع إلى كونهم يمثّلون الطليعة القيادية والكادر التنفيذي الذي يعين الإمام ـ سلام الله عليه ـ على تربية أفراد المرتبة الثانية وغيرهم: ولكنّ المهمّ هو توفّر هذا العدد بالصفات المذكورة لهم في الأحاديث الشريفة، يقول الشيخ المفيد رضوان الله عليه: ((حضرتُ مجلس رئيس من الرؤساء، فجرى كلام في الإمامة فانتهى إلى القول في الغيبة، فقال صاحب المجلس: أليست الشيعة تروي عن جعفر بن محمد (صلى الله عليه وآله) أنّه لو اجتمع على الإمام عدة أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لوجب عليه الخروج بالسيف؟ فقلتُ: قد روي هذا الحديث، قال: أوَ لسنا نعلم يقينا أنّ الشيعة في هذا الوقت أضعاف عدة أهل بدر، فكيف يجوز للإمام الغيبة مع الرواية التي ذكرناها؟

فقلتُ: إنّ الشيعة وإن كانت في وقتنا كثير عددها حتّى تزيد على عدة أهل بدر بأضعاف مضاعفة، فإن الجماعة التي عدتهم عدّة أهل بدر، إذا اجتمعت لم يسع الإمام التقيّة ووجب عليه الظهور، لم يجتمع في هذا الوقت ولا حصلت في هذا الزمان بصفتها وشروطها، وذلك أنّه يجب أن يكون هؤلاء القوم معلوما من حالهم الشجاعة والصبر على اللقاء والإخلاص في الجهاد إيثارا للآخرة على الدنيا ونقاء السرائر من العيوب وصحّة العقول، وأنهم لا يهنون ولا ينتظرون عند اللقاء، ويكون العلم من الله تعالى لعموم المصلحة في ظهورهم بالسيف. وليس كلّ الشيعة بهذه الصفة، ولو علم الله تعالى أن في جملتهم العدد المذكور على ما شرطناه، لظهر الإمام (عليه السلام) لا محالة، ولم يغب بعد اجتماعهم طرفة عين، لكن المعلوم خلاف ما وصفناه فلذلك ساغ للإمام الغيبة…))(1).

المهدي معه درع و راية سيدنا محمد وقميص وعصا و حجر موسى و قميص يوسف الذي هو من الجنة

السلام عليكم و رحمة الله
اللهم صل على محمد و ال محمد
المهدي معه درع و راية سيدنا محمد وقميص وعصا و حجر موسى و قميص يوسف الذي هو من الجنة

السلام عليكم و رحمة الله
اللهم صل على محمد و ال محمد
* عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كأني بالقائم عليه السلام على نجف الكوفة، وقد لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله، فينتفض هو بها فتستدير عليه، فيغشيها بخداجة من استبرق، ويركب فرسا أدهم بين عينيه شمراخ، فينتفض به انتفاضة لا يبقى أهل بلاد إلا وهم يرون أنه معهم في بلادهم فينشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله عمودها من عمود العرش، وسائرها من نصرالله، لا يهوي بها إلى شئ أبدا إلا أهلكه الله، فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد، ويعطى المؤمن قوة أربعين رجلا ولا يبقى مؤمن ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره، وذلك حيث يتزاورون في قبورهم، ويتباشرون بقيام القائم فينحط عليه ثلاثة عشر آلاف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا قلت: كل هؤلاء الملائكة ؟ قال: نعم الذين كانوا مع نوح في السفينة والذين كانوا مع إبراهيم عليه السلام حين القي في النار، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر لبني إسرائيل والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه، وأربعة آلاف ملك مع النبي صلى الله عليه وآله مسومين وألف مردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكة بدريين، وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي عليهما السلام فلم يؤذن لهم في القتال فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، ورئيسهم ملك يقال له: منصور فلا يزوره زائر إلا استقبلوه ولا يودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض مريض إلا عادوه، ولا يموت ميت إلا صلوا على جنازته، واستغفروا له بعد موته، وكل هؤلاء في الارض ينتظرون قيام القائم إلى وقت خروجه عليه السلام
*عن أبي [عبد الله] جعفر [بن محمد]عليه السلام أنه قال: أبى الله إلا أن يخلف وقت الموقتين. وهي راية ) رسول الله صلى الله عليه وآله نزل بها جبرئيل يوم بدر سيربه . ثم قال: يابا محمد ما هي والله من قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير، فقلت: من أي شئ هي ؟ قال: من ورق الجنة، نشرها رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر، ثم لفها ودفعها إلى علي عليه السلام فلم تزل عند علي عليه السلام حتى كان يوم البصرة، فنشرها أمير المؤمنين عليه السلام ففتح الله عليه ثم لفها وهي عندنا هناك لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم عليه السلام فإذا قام نشرها فلم يبق في المشرق والمغرب أحد إلا لعنها ويسير الرعب قدامها شهرا، [و وراءها شهرا] وعن يمينها شهرا، وعن يسارها شهرا. ثم قال: يا با محمد إنه يخرج موتورا غضبان أسفا، لغضب الله على هذا الخلق عليه قميص رسول الله صلى الله عليه وآله، الذي كان عليه يوم احد، وعمامته السحاب، ودرع رسول الله صلى الله عليه وآله السابغة، وسيف رسول الله صلى الله عليه وآله ذو الفقار، يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا. فأول ما يبدء ببني شيبة فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة، وينادي مناديه هؤلاء سراق الله، ثم يتناول قريشا فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف ولا يخرج القائم عليه السلام حتى يقرأ كتابان كتاب بالبصرة، وكتاب بالكوفة بالبراءة من علي عليه السلام

* الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا عليه السلام: أنت صاحب هذا الامر ؟ فقال: أنا صاحب هذا الامر، ولكني لست بالذي أملاها عدلا كما ملئت جورا، وكيف أكون ذاك على ما ترى من ضعف بدني ؟ وإن القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ، ومنظر الشباب قويا في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الارض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها يكون معه عصا موسى، وخاتم سليمان، ذاك الرابع من ولدي يغيبه الله في ستره ما شاء الله ثم يظهره فيملا به الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. عم: علي، عن أبيه مثله، وزاد في آخره كأني بهم آيس ما كانوا نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب يكون رحمة للمؤمنين وعذابا للكافرين
* قال أبو جعفر عليه السلام: إذا خرج القائم عليه السلام من مكة ينادي مناديه: ألا لا يحملن أحد طعاما ولا شرابا، وحمل معه حجر موسى بن عمران عليه السلام وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلا إلا انفجرت منه عيون، فمن كان جائعا شبع، ومن كان ظمآنا روي، ورويت دوابهم، حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة
*عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كانت عصى موسى قضيب آس من غرس الجنة، أتاه بها جبرئيل عليه السلام لما توجه تلقاء مدين وهي وتابوت آدم في بحيرة طبرية ولن يبليا ولن يتغيرا حتى يخرجها القائم إذا قام عليه السلام
*عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: إذا قام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا، ويحمل حجر موسى الذي انبجست منه اثنتى عشرة عينا فلا ينزل منزلا إلا نصبه، فانبجست منه العيون، فمن كان جائعا شبع، ومن كان ظمآن روي، فيكون زادهم حتى ينزلوا النجف من ظاهر الكوفة، فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء واللبن دائما، فمن كان جائعا شبع، ومن كان عطشانا روي
*عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: سمعته يقول: أتدري ما كان قميص يوسف ؟ عليه السلام قال: قلت: لا، قال: إن إبراهيم عليه السلام لما اوقدت له النار، نزل إليه جبرئيل عليه السلام بالقميص وألبسه إياه فلم يضره معه حر ولا برد، فلما حضرته الوفاة جعله في تميمة وعلقه على إسحاق عليه السلام وعلقه إسحاق على يعقوب عليه السلام فلما ولد يوسف علقه عليه، وكان في عضده حتى كان من أمره ما كان. فلما أخرجه يوسف عليه السلام من التميمة، وجد يعقوب ريحه، وهو قوله عزوجل ” إني لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون “فهو ذلك القميص الذي من الجنة قلت: جعلت فداك فالى من صار هذا القميص ؟ قال: إلى أهله، وهو مع قائمنا إذا خرج، ثم قال: كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى محمد صلى الله عليه وآله
* عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ألا اريك قميص القائم الذي يقوم عليه ؟ فقلت: بلى فدعا بقمطر ففتحه وأخرج منه قميص كرابيس فنشره فإذا في كمه الايسر دم، فقال: هذا قميص رسول الله صلى الله عليه وآله الذي عليه يوم ضربت رباعيته وفيه يقوم القائم، فقبلت الدم ووضعته على وجهي ثم طواه أبو عبد الله عليه السلام ورفعه
* عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة برأ ومن ذي ضعف قوي.
** عن عبد الملك بن أعين، قال: قمت من عند أبي جعفر عليه السلام فاعتمدت على يدي فبكيت وقلت: كنت أرجو أن ادرك هذا الامر وبي قوة فقال: أما ترضون أن أعداءكم يقتل بعضهم بعضا، وأنتم آمنون في بيوتكم إنه لو كان ذلك اعطي الرجل منكم قوة أربعين رجلا، وجعل قلوبكم كزبر الحديد، لو قذفتم بها الجبال فلقتها، وأنتم قوام الارض وخزانها
* عن عمرو بن شمر عن جابر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله نزع الخوف من قلوب شيعتنا، وأسكنه قلوب أعدائنا، فواحدهم أمضى من سنان وأجرى من ليث، يطعن عدوه برمحه ويضربه بسيفه، ويدوسه بقدمه.
*عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: كأنني بدينكم هذا لا يزال موليا يفحص بدمه ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت، فيعطيكم في السنة عطاءين، ويرزقكم في الشهر رزقين، وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله
*إن دولتنا آخر الدول، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء وهو قول الله تعالى ” والعاقبة للمتقين
* قال أبو جعفر عليه السلام: يقاتلون والله حتى يوحد الله ولا يشرك به شئ وحتى يخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها أحد، ويخرج الله من الارض بذرها، وينزل من السماء قطرها، ويخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهدي، ويوسع الله على شيعتنا، ولولا ما يدركهم من السعادة، لبغوا. فبينا صاحب هذا الامر قد حكم ببعض الاحكام، وتكلم ببعض السنن إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه، فيقول لاصحابه: انطلقوا، فيلحقونهم في التمارين فيأتونه بهم أسرى، فيأمر بهم فيذبحون، وهي آخر خارجة يخرج على

قائم آل محمد صلى الله عليه وآله

**********************************************

سلاح الإمام المهدي عليه السلام

يبدو من مواصفاته المنقولة إلينا، أنه يأتي بنوع جديد من السلاح، تكون لديه الأسلحة المتقدمة رمزية لا جدوى منها، وأنه يأتي بنوع جديد من التكتيك تصبح التكتيكات الحديثة أمامه تقليدية لا فحوى لها.ففي الأحاديث المبشرة به إشارات إلى ذلك. بمقدار ما كانت الكلمات والعقول القديمة تتحمل المضامين غير المعروفة، التي لا تتحملها الكلمات والعقول المتطورة اليوم، وتبدو الإشارات واضحة رغم رمزية التعابير. إذا تأملنا النصوص التالية:– ورد في وصف سيفه: (أنه يعرف أعداء الله فيقتلهم، ويعرف أنصار الله فيدعهم) ولعل السلاح الذي يميز بين الأفراد، فيقضي على غير المؤمن. ويترك المؤمن، ليس سيفاً، وإنما هو نوع آخر من السلاح غير الموجود حتى اليوم، ولكن ورد التعبير بالسيف، لأنه كان أبرز سلاح يقاتل به في فترة صدور الأحاديث، ولو كان المعصومون عليهم السلام يستخدمون غير الاسماء المعروفة، لكان الرواة يمتنعون من نقلها خشية أن تقابل بالسخرية والاستخفاف.– وورد في وصف سيوف أنصاره: (ولهم سيوف من حديد، لا كسيوفكم، إذا ضرب به أحدهم جبلاً قطّه) وظاهر أن السلاح الذي إذا ضرب به أحدهم جبلاً قطّه ليس سيفاً. وإنما سلاح آخر.– وورد في كيفية انتصاره: (أنه إذا ظهر توقفت الأسلحة، فلم تتحرك في وجهه) ولعله إشارة إلى أنه يظهر بسلاح تكون الأسلحة الموجودة في ذلك الوقت رمزية أمامه. ولعله إشارة إلى أنه يستخدم نوعاً من السلاح يعطل كل الأسلحة الموجودة، أو يجمد كل الآليات المتحركة.– وورد في وسائل انتصاره: (يسير أمامه الرعب مسيرة شهر) وفي نص آخر: (أنه يحكم بالرعب) و(ينصر بالرعب) وهذا النوع من التعبير يشير إلى أن سلاحه أو تكتيكه شيء جديد مخيف ينهار أمامه القادة، فلا يحسنون غير الاستسلام.– وورد في وسائل الإعلام التي تعلن عن ظهوره: أنه في الليلة التي يظهر في صبيحتها: (يجعل النور عموداً بين الأرض والسماء. فتشرق الأرض بنور ربها كالنهار) ويعلم جميع الناس أن الكون يتمخض عن ظاهرة كبرى… وفي صبيحة تلك الليلة يهتف جبرئيل في الهواء: (ألا قد ظهر المهدي بمكة، فاتبعوه) فيسمع صوته جميع البشر. ويعلمون أن تلك الظاهرة انطلقت وستأخذ طريقها إلى الانتشار.أما النصوص التي تقول بأنه يظهر بالسيف فقد يمكن تفسيرها بما يلي:– إن السيف رمز السلاح، أو رمز القوة، فيكون معنى هذه الأحاديث: أنه يظهر بالسلاح، أو أنه يظهر بالقوة.– ورد في بعض هذه الأحاديث أنه يحمل السيف، ومعنى حمله السيف أنه يختاره شعاراً، واختيار السيف شعاراً يختلف عن استخدام السيف سلاحاً وحيداً في معاركه، فاختيار النسر شعاراً لدولة، أو اختيار المنجل والمطرقة شعاراً لدولة، أو اختيار النخلة أو سنبلة القمح، لا يعني أنها الوسائل الوحيدة التي تعتمد عليها الدولة وإنما ترمز إلى بعض المنطلقات الفكرية أو الحيوية للدولة.– لعل المقصود من ظهوره بالسيف. إنه إذا أراد إعدام شخص أمر بضرب عنقه، انطلاقاً من التعاليم الإسلامية، التي تأمر بإراحة الضحية وعدم تعذيبه بالوسائل المختلفة للإعدام. فيكون السيف، السلاح الذي يخيف المجرمين داخل دولته، لا أنه سلاحه في معاركه وفتوحاته.– في بعض تلك الأحاديث تصريح بأن السيف الذي يحمله، هو سيف ذو الفقار، وهو السيف الذي استخدمه جدّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في معارك الإسلام الحاسمة، وورد أنه نزل من السماء، وأصبح فيما بعد من جملة التراث المقدس الذي توارثه الأئمة الأطهار عليهم السلام.فربما يحمله الإمام، ليرمز إلى أنه أتى لتجديد الإسلام، ولم يأت بدين جديد – كما يحلو للبعض أن يتهمه بذلك على أثر شجبه كل الاجتهاد الباطلة.وربما يحمله ليؤكد انتسابه إلى رسول الله. دحضاً للتهم التي تطاله في نسبه نظراً لقدم عهد أبيه وظهوره في مظهر رجل بسنّ الأربعين، ورداً للتهم التي تقول: بأنه ليس من ذرية رسول الله، نظراً لقتله أعداداً كبيرة من المجرمين زعماً منهم أن ذرية رسول الله يحاولون الابتعاد عن الخوض في الدماء حتى دماء المجرمين.وربما يحمله تبركاً به، باعتباره السيف الذي فتح الطريق أمام الإسلام.وربما يحمله كذكرى جده أمير المؤمنين عليه السلام الذي كانت حياته كلها تضحيات مرة في سبيل الحق.وربما يحمله، في جملة ما يحمله من مواريث الأنبياء، ومنها خاتم سليمان، وعصا موسى بن عمران، وتابوت بني إسرائيل، وأشياء أخرى، وذو الفقار أبرز تلك الأشياء، فيشتهر بأنه ظهر بالسيف.فرفعه السيف شعاراً، أو حمله رمزاً، لا يعني استخدامه سلاحاً وحيداً في معاركه، وإنما تشير جملة من الدلائل والقرائن على أنه يستخدم أسلحة أخرى، شديدة الفتك والتدمير، إلى درجة رهيبة، تخلع قلوب القادة العسكريين، فيستسلمون لتجاربها الأولية، ويستقبلونها بالرايات البيض.

الأسلحة المتطورة

ربما يستخدم الأسلحة المتطورة الموجودة في حين ظهوره، ويحرك الجيوش المتثائبة في المعسكرات، ويكون تكتيكه سلاحه الفعّال، الذي يستولي به على القواعد العسكرية، ويعتمد في تكتيكه على عنصرين المفاجئة والسرعة – كما يظهر من بعض الأحاديث – فلا يشترط في الثائر الذي يخترق المغيب إلى كبد السماء، أن يكون قد حشد في مغيبة قوىً أكثر من القوى المتصارعة على الأرض، وإنما يشترط أن يملك الخطة التي بها يسيطر على قوة ضارية من تلك القوى. وكل الثائرين الذين قفزوا من تحت الأرض إلى دفة الحكم لم تكن وسيلتهم سوى خطة ناجحة.فإذا ظهر الإمام المهدي المنتظر عليه السلام وتوافد إليه حواريوه الثلاثمائة والثلاثة عشر، والتف حوله من أنصاره الأشداء حتى زادوا على ألف رجل انطلق من مكة يبسط سلطانه على الحجاز، فأيّدته المعسكرات، وسار بها إلى العراق و الشام ( سوريا ولبنان والأردن وفلسطين)، فانفتح له، تتجمع لديه قوة عسكرية ضخمة، يستطيع أن يوجه فصائلها نحو الخليج والهند وأفغانستان شرقاً، وأن يوجه ما تبقى منها إلى أفريقيا غرباً، واستيلائه السريع على الحجاز والعراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين خلال أيام وبدون مقاومة تذكر من جهة، وخططه الجديدة المنتصرة من جهة أخرى ومفاجآته الخاطفة من جهة ثالثة، وانتصاراته المتتابعة التي لا تتعثر بهزيمة من جهة رابعة، ترفع أنصاره فوق السحاب معنوياً ومادياً وتخفض بأعدائه تحت الصفر معنوياً ومادياً وتجعل منه قائداً مظفراً رهيباً تنخلع لاسمه قلوب وتطمئن إليه قلوب.

*************************************

اسلحة اصحاب الامام المهدي 313

للاصحاب القائم سيوف مكتوب عليها كلمة تفتح الف كلمه حيث ورد في البحار ج52 ص286 عن ابان بن تغلب قال ابو عبد الله (ع) (سيأتي في مسجدكم ثلاث مئه وثلاث عشر رجل الى قوله عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة تفتح الف كلمة)